بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث العشرون
عن عبدالله رضى الله عنه قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع ، فعليه بالصوم فإنه له وجاء) .
شرح الحديث تفصيلا//
س1ما اسم راوي الحديث ؟
راوي الحديث هو : عبدالله بن مسعود رضى الله عنه .
س2ما معنى الباءة ؟
*الباءة لغة : الجماع ، وهي بالمد على الأفصح ..
*- وقد اختلف في المراد بها هنا:
*- قيل : المراد بها هنا المعنى اللغوي وهو القدرة على الجماع .
*- قيل : المراد هنا مؤن النكاح .
*- والقائل بالأول رده إلى معنى الثاني إذ التقدير عنده : من استطاع منكم الجماع لقدرته على مؤن النكاح .
س3علام يعود الضمير في فإنه ؟
*يعود الضمير على التزوج .
س4ما معنى(ومن لم يستطع)؟
*أى ومن لم يستطع الباءة لعجزه عن المؤن.
س5من المأمور بالصوم في الحديث ؟ ومن الذي لا يؤمر ؟
*- المخاطب بالصوم : من لديه شهوة الجماع ، ولا قدرة له على مؤن النكاح .
*- أما من لا شهوة لديه : فهو ليس مخاطباً بالصوم ، لديه القدرة على المؤن أم لا ، إذ أن علة الأمر بالصوم : كسر الشهوة ، وهذا غير متحقق فيه ذلك.
س6علام يعود الضمير في : إنه ، له ؟ وما معنى وجاء ؟
*- الضمير في فإنه : عائد على الصوم .
*- الضمير في له : عائد على الصائم .
*- وجاء : قاطع للشهوة .
س7استشكل أن : الصوم يزيد في تهييج الحرارة ، وذلك مما يثير الشهوة ، فكيف يأمر به النبي صلى الله عليه وسلم ؟
*- يجاب على الإشكال : بأن تهييج الصوم للحرارة إنما يكون في مبتدأ الأمر ، فإذا تمادى عليه الشاب واعتاده سكنت حرارته ومن ثم شهوته .
س8 ما الحكم لو : صام الشاب ومع ذلك لم تنكسر شهوته ، فهل له كسرها بكافور ونحوه؟
* إن لم تنكسر الشهوة بالصيام فلا يجوز له أن يكسرها بكافور ونحوه بل ينكح . قال ابن الرفعة : نقلاً عن الأصحاب لأنه نوع من الاختصاء (نزع الخصيتين) وهو منهى عنه شرعاً .
س9أعرب : فعليه بالصوم بكل وجه محتمل ؟ وما الرأي الذي رجحه بعضهم ؟
في إعرابها ثلاثة أقول /
قال ابو عبيدة : الجملة من إغراء الغائب . قال ابن خروف : الجملة من إغراء المخاطب . قال ابن عصفور : الجملة خبر لا أمر (إغراء)
إعراب الجملة :
*- عليه : اسم فعل أمر بمعنى : الزم .
*- الباء : حرف جر زائدة للتأكيد .
*- الصوم : مفعول به لاسم فعل الأمر إعراب الجملة :
*- عليه : اسم فعل أمر بمعنى : أشيروا ..
حذف فعل الأمر : أشيروا وجعل : عليه ، عوضاً عنه وتولى من العمل ما كان الفعل يتولاه .
واستتر فيه ضمير المخاطب (وا) الذي كان متصلاً بالفعل .
*- الباء : حرف جر زائد للتأكيد .
*- الصوم : مفعول به لاسم فعل الأمر إعراب الجملة :
فعليه : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم .
*- الباء : حرف جر زائد في المبتدأ .
*- الصوم : مبتدأ مؤخر .
ورجح بعضهم : رأي ابن عصفور ..
لأن : زيادة الباء في المبتدأ أوسع من إغراء الغائب ، ومن إغراء المخاطب ..
ما يؤخذ من الحديث
1-يجب على الداعية الفطن أن يضع يده ويد مجتمعه على مداخل الشيطان والآثام وينبههم عليها من باب سد الذرائع .
2- يجب على الراعي مراعاة الفوارق المادية والنفسية بين طبقات المجتمع، ومن ثم يصدر التشريعات الحكيمة الملائمة للناس على اختلاف طبقاتهم لئلا يكلف النفس فوق طاقتهم .
3- اختيار الدواء الملائم لكل داء بدقة تامة شئ هام لمعالجة الأدواء المستعصية .
4- الزواج هو الطريق الأمثل لغض البصر وحفظ الفرج.
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب البيوع
الحديث الحادى والعشرون
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضى الله عنه أنه سئل عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة فقال : أجل ، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن : يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً، وحرزاً للمؤمنين، أنت عبدي ورسولي ، سميتك المتوكل ليس بفظٍ ولا غليظٍ ولا سحاب في الأسواق ، ولا يدفع السيئة بالسيئة ، ولكن يعفو ويغفر ، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله ، ويفتح بها أعيناً عمياً ، وآذاناً صماً وقلوباً غلفاً )
شرح الحديث تفصيلا//
س1من السائل ؟ وعن أي شيء سأل ؟ ولم سأله ؟ ولم خص عبد الله بن عمرو بالسؤال ؟
*السائل : عطاء بن يسار .
*سأل عن : صفة النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة .
*وخص عبد الله بن عمروبن العاص بالسؤال : لأنه كان قد قرأها .
س2وما معنى : أجل؟
*حرف جواب مثل نعم.
س3بم أكد عبد الله بن عمرو كلامه؟
أكد عبد الله بن عمرو كلامه بمؤكدات وهي :
1) الحلف بالله ..
2) الجملة الاسمية التي تفيد الدوام والاستمرار
3) دخول إن عليها ..
4) دخول لام التوكيد على الخبر .
س4لمن يكون النبي مبشراً ؟ ولمن يكون نذيراً ؟ وما موضع تلك الصفات من القرآن ؟
1) شاهداً لأمتك بتصديقهم وعلى الكافرين بتكذيبهم ، فشهادتك مقبولة عند الله على تصديق من أمن بك، وتكذيب من كفر بك كما يقبل قول الشاهد العدل في الحكم .
2) شاهداً للرسل بالبلاغ ومبشرا للمطيعين بالجنة وللعصاة بالنار.
*موضع تلك الصفات فى القرآن/ فى سورة الأحزاب: " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً{45} وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً{46} وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً{47}
س5/علام نصب لفظ(شاهدا)؟
منصوبة على الحال المقدرة من الكاف في : أرسلناك ، أو من الفاعل ..
أي : مقدرين شهادتك على من بعثت إليهم ، وعلى تكذيبهم وتصديقهم ..
أي : مقبولاً عند الله قولك لهم وعليهم ، كما يقبل قول الشاهد العدل في الحكم .
س5ما معنى حرزاً ؟ ومن المراد بالأميين ؟ ولم سموا بهذا الاسم ؟ وعم يتحرزون به ؟
*معنى حرزا/ بالحاء المكسورة، وسكون الراء، أي حصناً .
*المراد بالأميين/العرب،وسمى العرب أميون لأن أغلبهم لا يقرأ ولا يكتب.
*يتحرز العرب بالنبى إما من الشيطان أو يتحرزون به عن سطوة العجم وتغلبهم.
س6ما المراد بالمتوكل؟ولم سمى النبى بالمتوكل؟
*المراد بالمتوكل/أى المتوكل على الله.
*سمى صلى الله عليه وسلم بالمتوكل/ لقناعته باليسير من الرزق ، واعتماده علي الله في النصر ، والصبر علي انتظار الفرج ، والأخذ بمحاسن الأخلاق،واليقين بتمام وعد الله ، فتوكل فسماه المتوكل .
س7ما معنى(فظ - غليظ)وما الذى يوافق ذلك من القرآن؟
*معنى فظ/سيئ الخلق جاف.
*معنى غليظ/قاسى القلب.
*ما يوافق ذلك من القرآن/ قوله تعالى " {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ }آل عمران159
س8 هل يتعارض ما في الحديث : " ليس بفظ ولا غليظ " مع قوله تعالى : " واغلظ عليهم " ؟
*لا تعارض ، ويمكن التوفيق بأحد الوجوه التالية :
1) النفي في الحديث محمول علي طبعه الذي جبل عليه ، والأمر بالآية محمول علي المعالجة .
2)أو أن النفي بالنسبة للمؤمنين ، والأمر في الآية بالنسبة للكفار والمنافقين ، كما هو مصرح به في نفس الآية .
*ويحتمل أن تكون هذه آية أخرى فى التوراه لبيان صفته.
س9ما المحل الإعرابى لجملة ليس بفظ؟وما الوجه البلاغى فيها؟
*المحل الإعرابى/جملة فى محل نصب حال إما من المتوكل وإما من الكاف فى سميتك.
*الوجه البلاغى فيها/التفات من المخاطب إلى الغائب ولو جرى على النسق الأول لقال(لست بفظ.)
س10وما معنى : سخاب ؟ وما الأشهر فيه ؟
*سَخَّاب : لغة أتثبتها الفراء وغيره
*وصَخَّاب بالصاد : أشهر .
*والمعني : أي لا يرفع صوته علي الناس لسوء خلقه، ولا يكثر الصياح عليهم ، بل يلين جانبه لهم ، ويرفق بهم .
س11ما حال النبي في السوق ؟ وما الذي يدل عليه : " ولا سخاب في الأسواق " ؟ وما سبب ذم أهل السوق ؟ ولم قال النبي : " شر البقاع الأسواق " ؟
حال النبي في السوق : كان يلين جانبه للناس ، ويرفق بهم .
الذي يدل عليه : " ولا سخاب في الأسواق " : ذم أهل السوق الذين يكونون بالصفة المذمومة من الصخب ، واللغط ، والزيادة في المدح والذم لما يتبعونه ، والأيمان الحانثة ..
سبب ذم أهل السوق :
1) الصخب واللغط .
2) الزيادة في المدح والذم لما يتبايعونه
3) الإيمان الحانثة .
قال عليه الصلاة والسلام : " شر البقاع الأسواق " : لما يغلب علي أهلها من هذه الأحوال المذمومة المشار إليها عن قرب ، والله أعلم .
س12ما معنى : لا يدفع بالسيئة السيئة ؟ ومتى يعفو ويغفر ؟
*معنى ولا يدفع السيئة بالسيئة/هوكقوله تعالى : " ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ " . فصلت: من الآية34)
*محل العفو والمغفرة : ما لم تنتهك حرمة من حرمات الله .
س13ما معنى(ولن يقبضه الله)؟ما المراد بالملة العوجاء؟ولم سميت بالعوجاء؟
*معنى ولن يقبضه الله/يعنى ولن يميته الله.
*المراد بالملة العوجاء/ملة سيدنا إبراهيم الخليل .
*سميت بالعوجاء لأنها قد اعوجت فى أيام الفترة فزيدت ونقصت وغيرت من استقامتها وأميلت بعد قوامها وما زالت كذلك حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقامها.
س14كيف أقام النبى الملة العوجاء؟
*أقامها بنفى ما كان عليه العرب من الشرك وإثبات التوحيد.
س15علام يعود الضمير فى كلمة(ويفتح بها)؟وما إعراب (عميا)؟
*الضمير عائد إلى كلمة التوحيد.
*إعراب عميا/بضم العين صفة لأعينا.
س16 هل هناك تعارض بين قوله : " ويفتح بها أعيناً عمياً، وآذاناً صماً وقلوباً غلفاً " وبين قول الله تعالى : " وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم " ؟
لا تنافي بينهما ..
لأن معني الآية : إنك لا تستقل بهدايتهم ، بل إنك لتهدي إلي صراط مستقيم بإذن الله تعالي ، وعلي هذا تكون " يفتح " معطوفة علي يقيم ، أي : يقيم الله بواسطته الملة العوجاء ؛ بأن يقولوا " لا إله إلا الله " ، ويفتح بواسطة هذه الكلمة أعيناً عمياً وآذناً صماً وقلوباً غلفا .
س17الفعل (يفتح)روى بالبناء للمعلوم وبالبناء للمجهول.فبم توجه إعراب(أعينا عميا)؟
الكلمة إعرابهــا
أعيناً عمياً بالبناء للمعلوم ...
أعيناً : مفعول به ليفتح .
عمياً : نعت لأعين منصوب .
أعينٌ عميٌ بالبناء للمجهول ...
أعينٌ : نائب فاعل مرفوع .
عميٌ : صفة لنائب الفاعل مرفوعة .
س18ما معنى(غلفا)؟
* الغلف : التي في غلاف ..
وغلافها : ظلمة الشرك والمعاصي اعلم : كل شئ في غلاف فهو أغلف ؛ يقال : سيف وقوس أغلف إذا كان في غلاف.
المستفاد من الحديث
1) النبي محمد خاتم النبيين والمرسلين ولا نبي بعده ، وقد بشر الله برسالته في الكتب السماوية المنزلة .
2) يجب علينا أن نتخلق بأخلاق النبي كعدم غلظة ، والتوكل علي الله ، ودفع السيئة بالحسنة وغيرها .
3) العفو عند المقدرة من الأخلاق النبوية السامية .
4) النبي ما كان يغضب لنفسه قط ، وإنما هو كان يغضب إذا انتهكت حرمة من حرمات الله .
من أسئلة الامتحانات
س) من السائل ؟ ولم خص عبد الله بن عمرو بالسؤال ؟ وما معنى أجل ؟ وبم أكد عبد الله كلامه ؟ وما المراد بقوله : شاهداً ؟ وما إعرابه ؟ ولمن يكون مبشراً ونذيراً ؟ وما المقصود بقوله : حرزاً للأميين ؟ ولم سمي بالمتوكل ؟ وما المراد بقوله : ليس بفظ ولا غليظ ؟ وما الذي يوافقه من القرآن الكريم ؟ وهل يتعارض ذلك مع قوله تعالى : " واغلظ عليهم ؟" ؟ ولماذا؟ وما المقصود بالملة العوجاء ؟ ولم سميت بذلك ؟ وبم أقامها الرسول ظ وإلام يعود ضمير الغائب في قوله : ويفتح بها ظ وما معنى الغلف ؟ وما المقصود بها ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث الثانى والعشرون
عن عائشة – رضى الله عنها – قالت : قالت : هند أم معاوية – رضي الله عنها –
لرسول الله : إن أبا سفيانٍٍٍٍ رجل شحيح فهل علي جناح أن آخذ من ماله سراً ؟ قال خذي أنت وبنوك ما يكفيك بالمعروف )
شرح الحديث تفصيلا//
س1 فإن قلت : من هند ؟ وهل هي مصروفه ؟ ومن زوجها ؟
قلت : هي هند بنت عتبة ، وهى أم معاوية بن أبى سفيان
والكلمة : بالصرف : هندٌ ، ودونه : هندُ .
وزوجها هو : أبو سفيان رضى الله عنهم جميعاً .
س2ما معنى شحيح ؟ وما المراد بـ : جناح ؟
*شحيح/ بخيل حريص
*المراد بجناح/أى إثم.
س3ما عامل النصب في سراً؟ وما نوع أن في قوله : أن آخذ ؟
الأول : منصوبة علي التمييز .
الثاني : صفة لمصدر محذوف ؛ والتقدير : آخذ أخذاً سراً
. أن : مصدرية ناصبة للفعل المضارع ..
آخذ : مضارع منصوب ، الفاعل : ضمير مستتر تقديره : أنا .
س4جاء في الحديث : وبنوك ؟ وفي نسخة : وبنيك .. وجه الإعراب ؟
بالرفع : عطفاً علي الضمير المرفوع في الفعل لوجود الفاصل .
والتقدير : خذي أنت و بنوك
الضمير المرفوع (فاعل) * ضمير الفصل * حرف العطف * معطوف على الياء لوجود الفاصل أنت.
*ورد فى نسخة(وبنيك)بالنصب على المفعول معه.
س5وما المراد بقوله : " ما يكفيك " ؟
*أى ما يكفيك لنفسك وبنيك.
س6لم اقتصر عليها في قوله : " ما يكفيك " ؟ ولما أحالها النبي علي العرف ؟
*اقتصر النبي عليها : لأنها الكافلة لأمورهم .
*وأحالها النبي علي العرف : لأن ذلك ليس فيه تحديد شرعي ، وهو مقدار النفقة .
س) هل ذلك فتيا من النبي أم حكم ؟ وجه ما تقول . وهل يستدل به علي الحكم علي الغائب ؟
وذلك منه : فتيا لا حكم .
لأن : أبا سفيان كان بمكة ...
فلا يستدل به علي : الحكم علي الغائب ، بل قال السهيلى : إنه كان حاضراً سؤالها فقال لها : أنت في حل مما أخذت .
ما يؤخذ من الحديث
1) الفتوى المعتمدة هي الصادرة من المصادر الشرعية ، وهي المعمول بها دون غيرها من الفتاوى .
2) للمرأة أن تأخذ من مال زوجها الشحيح دون علمه ولكن بالمعروف حتى يمكنها النفقة على نفسها وعلي أبناءها ولا يجوز لها أن تأخذ من ماله للنفقة علي غيرها وأبنائها .
3) نفقة الزوجة والأبناء واجبة علي الزوج .
4) الإحالة علي العرف لا تكون إلا فيما ليس فيه تحديد شرعي .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث الثالث والعشرون
كتاب الاستقراض
( عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي قال : ما من مؤمن إلا وأنا أولي به في الدنيا والآخرة ، أقرءوا إن شئتم : " النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم " فأيما مؤمن مات وترك مالاً فليرثه عصبته من كانوا ومن ترك ديناً أو ضياعاً فليأتني فأنا مولاه )
شرح الحديث تفصيلا//
س1ما معنى(أولى)؟وما المراد من (فى الدنيا والآخرة)؟
*معنى أولى :- أحق الناس به.
المراد من (فى الدنيا والآخرة)/فى أى شيئ من أمور الدارين.
س) لم كان النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم ؟ وما الذي يترتب على ذلك ؟
كان النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم ـ كما قال بعض الكبراء ـ لأن : أنفسهم تدعوهم إلي الهلاك ، وهو يدعوهم إلي النجاة ...
قال ابن عطية : ويؤيده عليه الصلاة والسلام : " أنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تقتحمون فيها " .... والحجزة معقد الإزار .
ويترتب علي كونه أولي بهم من أنفسهم :
1) أنه يجب عليهم إيثار طاعته علي شهوات أنفسهم وإن شق عليهم ذلك
2) وأن يحبوه أكثر من محبتهم لأنفسهم ومن ثم قال : " لا يؤمن أحدهم حتى أكون إليه من نفسه وولده ..." الحديث .
س) وما الذي استنبطه بعضهم من الآية الكريمة التي بالحديث ؟
*استنبط بعضهم من الآية :
1) أن للنبي : أن يأخذ الطعام والشراب من مالكهما المحتاج إليهما إذا احتاج النبي إليهما وعلي أصحابهما البذل .
على كل مسلم أن يفدي النبي بمهجته ، وأنه لو قصده عليه الصلاة والسلام ظالم وجب علي [من حضره] أن يبذل نفسه دونه .
س)ما الذى ذكره النبى من الحقوق؟
*لم يذكر ما له من الحظ فى ذلك بل ذكر ما عليه.
س) لم اقتصر النبي على المال ؟ ولم عبر بمن الموصولة ؟
واقتصاره علي المال : خرج مخرج الغالب إذ أن الحقوق تورث كالمال.
وعبر عن الموصولة : ليعم أنواع العصبة والعصبات ثلاثة : بنفسه – وبغيره – ومع غيره
1) والعاصب بنفسه هو : كل ذكر نسيب يدلي إلي الميت بدون واسطة أو بتوسط محض الذكور
2) والعاصب بغيرة هو : كل ذات نصف معها ذكر يعصبها .
3)والعاصب مع غيره هو : أخت فأكثر لغير أم معها بنت أو بنت ابن فأكثر.
س)ما معنى (ضياعا)؟وكيف تضبطها بالشكل؟
*بفتح الضاد وهو [مصدر] أطلق علي اسم الفاعل للمبالغة ...
* وجوز بعضهم كسر الضاد علي أنه جمع : [ضائع] ..
* وأنكره الخطابي [الكسر] .**
*والمعني : من ترك عيالاً محتاجين.
*ما معنى(فأنا مولاه)؟
*أي : وليه ؛ أتولي أموره ...
*فإن ترك ديناً وفيته عنه ...
*أو ترك عيالاً فأنا كافلهم وإلى ملجؤهم ومأواهم .
هل كان النبي في صدر الإسلام يصلي علي من مات وعليه دين ؟
كان النبي في صدر الإسلام : لا يصلي علي من عليه دين ...
فلما فتح الله عليه الفتوح : صار يصلي عليه ويوفي دينه ، فصار ذلك " ناسخاً " لفعله الأول .
هل كان ذلك محرماً أم لا ؟ ذلك [الصلاة على الميت المدين]
حكي الروياني في الجرجانيات خلافاً للشافعية ...
قال في تقريب الأسانيد : والظاهر أن ذلك لم يكن محرماً عليه
وإنما كان يفعله النبي : ليحرص الناس علي قضاء الدين في حياتهم ، والتوصل إلي البراءة منه ، لئلا تفوتهم صلاة النبي ، فلما فتح الله تعالي عليه الفتوح صار يصلي عليهم ، ويقضي دين من لم يَخْلُف وفاء
هل كان يجوز له أن يصلي مع وجود الضامن ؟
في المسألة خلاف ..
و قال النووي : والصواب الجزم بجوازه مع وجود الضامن .
وهل دفعه الدين عمن مات وإعالة أولاده كان واجباً عليه ؟ وضح الإجابة .
حكي خلاف عند الشافعية في المسألة ...
والأشهر عند الشافعية : وجوب ذلك عليهوعدوه من الخصائص ...
وعند ابن حبان وصححه : " أنا وارث من لا وارث له أعقل عنه وأرثه " فهو عليه الصلاة والسلام لا يرث لنفسه بل يصرفه للمسلمين .
ما يؤخذ من الحديث
يؤخذ من الحديث ما يأتي :
1) الدين لا يخل بكرامة المدين .
2) من ترك مالاً ولا دين عليه فماله لورثته .
3) من مات وعليه دين يؤخذ من تركته .
4) من مات وعليه دين ولا مال له فلا يلزم ورثته أن يقوموا بالسداد ، فإن شاءوا سددوا وإلا فلا
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب المظالم
الحديث الرابع والعشرون
عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – عن رسول الله قال : إذا خلص المؤمنون من النار ، حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار فيتقاضون مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا نقو وهذبوا أذن لهم بدخول الجنة ، فوا الذي نفس محمد ٍ بيده لأحدهم بمسكنه في الجنة أدل بمسكنه كان في الدنيا
شرح الحديث تفصيلا//
س1ما المراد بالمظالم ؟ وما الظلم ؟
جمع : مظلمة " بفتح اللام وكسرها ، والكسر أكثر ،بل أنكر بعضهم الفتح
وهي : اسم لما أخذ بغير حق .
*والظلم بالضم : وضع الشيء في غير موضعه .
س2وما المراد من قوله : إذا خلص المؤمنون ؟ ومن أى شيئ خلصوا؟
*أي : نجوا
*وخلص المسلمون من الصراط المنصوب على متن النار
س3أين القنطرة؟(أين يحبس المسلمون بعد خلاصهم ولماذا؟)
*القنطرة كائنة بين الجنة والصراط المنصوب على متن النار.
س4ما معنى(يتقاصون)؟جاء فى رواية (يتقاضون)بالضاد فما معناها؟
*معنى يتقاصون: من القصاص ، والمراد به : تتبع ما بينهم من المظالم ، وإسقاط بعضها ببعض ، وهي بالصاد المهملة المشددة المضمومة .
*يتقاضون:هى بنفس معنى(يتقاصون).
س5وما المراد من : مظالم كانت بينهم في الدنيا ؟ أو ما أنواع المظالم التي كانوا يتقاضونها ؟
المراد : أنواع المظالم المتعلقة بالأبدان والأموال .
س6كيف تجرى المقاصة بين الظالم والمظلوم يوم القيامة؟
المقاصة تجري يوم القيامة بين المظلوم والظالم بـ :
التعويض من الحسنات والسيئات ، فيأخذ المظلوم من حسنات الظالم على قدر مظلمته فإن فنيت حسناته أعطي له من سيئات المظلوم ليخفف منها بقدر مظلمته ولا يدخل أحد الجنة وعليه تبعات لأحد.
س7 وما المراد من قوله : حتى إذا نقوا ؟
مأخوذ من التنقية بمعني : تصفية الشيء من الشوائب المختلطة به .وفى نسخة(تقصوا) بمعنى أكملوا القصاص.
س8 وما المراد من : هذبوا؟
خلصوا من الآثام بمقاصة بعضها ببعض .
س9ما معنى(أذن لهم بدخول الجنة)؟
سمح لهم بأن يدخلوا الجنة ، ويقتطعوا فيها من المنازل علي قدر ما بقي لكل من الحسنات
س10 وما معنى : فوالذي نفس محمد بيده ؟
فو الله الذي نفس محمدٍ بقدرته
س11 وما معنى : أدل بمنزله كان في الدنيا ؟ ولماذا كان أدل ؟
أكثر دلالة علي منزله الذي في الجنة من مسكنه الذي كان في الدنيا .
وكان أدل لأنهم عرفوا مساكنهم بعرضها عليهم فى البرزخ بالغداة والعشى
س12ما إعراب لأحدهم؟ولم فتح اللام فيها؟
لأحدهم بالرفع مبتدأ وفتح اللام فى لأحدهم للتأكيد.
المأخوذ من الحديث
1) إثبات وجود الصراط والجنة والنار ، ووجوب الإيمان بهذه الأمور السمعية .
2) التفاوت في الدرجات في الجنة حسب تفاوت الأعمال .
3) لا يدخل المؤمن الجنة إلا بعد التنقية والتهذيب من المظالم بحبسه في القنطرة الكائنة بين الصراط وبين الجنة .
4) أصحاب الجنة لا يحتاجون لمن يرشدهم إلي منازلهم في الجنة فهم أعرف بها من منازلهم في الدنيا .
5) عمل الإنسان لا يدخله الجنة ، وإنما دخولها بفضل من الله عز وجل بعد إذنه سبحانه .
6) المقاضاة في القنطرة تكون بالحسنات والسيئات في المظالم البدنية أو المالية .
7) الحديث دلالة قاطعة علي نبوته لإخباره عن أمر غيبي .
![Cool](/users/1111/14/57/18/smiles/351549032.gif)
وجوب الاستعداد ليوم القيامة بالبعد عن المظالم والإكثار من أعمال الخير .
الحديث دلالة ناطقة علي بلاغة النبي وفصاحته فقد أوتي جوامع الكلم
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب الشركة
الحديث الخامس والعشرون
عن النعمان بن بشير – رضي الله عنهما – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (مثل القائم علي حدود الله والواقع فيها كمثل قومٍ استهموا علي سفينةٍ فأصاب بعضهم أعلاها ، وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استسقوا من الماء مروا علي من فوقهم فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا : فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً وإن أخذوا علي أيديهم نجوا ونجوا جميعاً)
شرح الحديث تفصيلا//
س1ما معنى القائم على حدود الله؟وما كيفية القيام بحدود الله؟
*القائم على حدود الله/المراقب لها
*كيفية القيام على حدود الله/بأن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
س2علام يعود الضمير فى(والواقع فيها)؟ما المراد بها؟
*يعود الضمير على الحدود، والمراد بالواقع فيها/التارك للأمر بالمعروف والمرتكب للمنكر.
س3ما معنى استهموا ؟ وما المعنى المراد من : على سفينة ؟
اقترعوا ، والمعنى المراد من على سفينة/ مشتركة بينهم بالإجارة أو الملك ، وتنازعوا في المقام بها علواً أو سفلاً .
س4بم أصاب البعض أعلاها؟ وما المراد من الاسم الموصول في قوله فكان الذي ؟
*أصاب بعضهم أعلى السفينه بالقرعة
*المراد من الاسم الموصول(الذى)/أى الفريق الذى.
س5ما معنى(لم نؤذ)؟ يعنى لم نضر.
س6 وما الذي أراده في قوله : فإن تركوهم وما أرادوا ؟
*الذي أرادوه من الخرق في نصيبهم .
س7 وما معنى : نجو ونجوا جميعاً ؟
أي : أهل العلو والسفل
لأنه من لازم خرق السفينة
وهكذا : إقامة الحدود تحصل بها النجاة لمن أقامها ، وأقيمت عليه وإلا هلك العاصي بالمعصية والساكت بالرضي بها .
س8ولمن الضمير في (نجوا) الأولى والثانية ؟
والضمير في " نجوا " الأولي : لأهل العلو ..
والضمير في " نجوا " الثانية : لأهل السفل
س9ورد فى هذا الحديث روايات أخرى فما هى؟
روي : " فكان الذين في أسفلها إذا استسقوا من الماء مروا علي من فوقهم " ..
وروي : " فكان الذين في أسفلها يمرون بالماء علي الذين في أعلاها فتأذوا به " ...
وروي : " ولم نؤذ من فوقنا : فإن تركوهم .... " ..
وروي : " ولم نؤذ من فوقنا فأخذ فأساً فجعل ينقر أسفل السفينة فأتوه فقالوا مالك ؟ قال تأذيتم بي ولا بد لي من الماء " .
س10ما إعراب جميعا؟ حال على التأويل أى مجتمعين.
المستفاد من الحديث
1) قال ابن بطال : والعلماء متفقون علي القول بالقرعة إلا الكوفيين فإنهم قالوا: لا معني لها لأنها تشبه الأزلام( ) التي نهي الله عنها .
2) جواز قسمة العقار المتفاوت بالقرعة .
3) وجوب الصبر علي أذى الجار إذا خشي وقوع ما هو أشد ضراراً .
4) ليس لصاحب السفل أن يحدث علي صاحبه العلو ما يضر به ، وأنه إن أحدث عليه ضرراً لزمه إصلاحه ، وأن لصاحب العلو منعه من الضرر .
5) جواز ضرب الأمثال من الواقع المحسوس لتوضيح المعنى .
6) ترك النهي عن المنكر يستوجب تعذيب الجميع ، الساكت عن النهي ، والواقع في المحرم ، فيعاقب الجميع ، الأول برضاه ، والثاني بوقوعه في المحرم .
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب الهبة
الحديث السادس والعشرون
عن أسماء بنت أبي بكر – رضي الله عنهما – قالت : قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله ، فاستفتيت رسول الله ، فقلت : يا رسول الله إن أمي قدمت وهي راغبة أفاصل أمي ؟ قال : نعم صلي أمك.
شرح الحديث تفصيلا//
س1ما اسم أم أسماء؟ اسمها قتيلة بنت عبد العزى بن أسد
س2بم قدمت أم أسماء على ابنتها؟ فى رواية(قدمت قتيلة بنت عبد العزى على ابنتها أسماء بنت أبى بكر فى المدينة_وكان أبو بكر طلقها فى الجاهلية_بهدايا زبيب وسمن وقرظ فأبت أن تقبل هديتها أو أن تدخلها بيتها).
س3ما المحل الإعرابى لجملة(وهى مشركة)؟ جملة حالية.
س4ما معنى(فى عهد رسول الله)؟ أى فى زمنه.
س5ما معنى(وهى راغبة)؟
*أى راغبة فى شيئ تأخذه أو راغبة عن دينى أو راغبة فى القرب منى ومجاورتى والتودد إلى والدليل أنها ابتدأت أسماء بالهدية ورغبت عنها فى المكافأة
س6هل تعد أم أسماء من الصحابيات ؟ دلل ؟ وما معنى : راغمة في رواية أبي داود ؟ وهل أصاب من عدها من الصحابة ؟ ولماذا ؟
أم أسماء لا تعد من الصحابيات ..
السبب : لأنه لم يقع في شئ من الروايات ما يدل علي إسلامها ، بل عند أبي داود ما يؤيد عدم إسلامها وروايته " وهي راغمة " ، أي : كارهة للإسلام ساخطة له .
ولذا : لم يصب من ذكرها في الصحابة .
س7اذكر الآية التى نزلت فى شأن أسماء عقب هذا الحديث؟
*" لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ"
* ومعني الآية كما قال ابن كثير : لا ينهاكم الله عن الإحسان إلي الكفرة الذين لم يقاتلوكم في الدين وهم النساء والضعفة منهم .
ما يؤخذ من الحديث
1) الحث علي صلة الأرحام .
2) وجوب التحقق من الأحكام الشرعية الخافية علي الإنسان بالتوجه بالسؤال إلي أهل الذكر.
3) في الحديث دلالة علي سمو منزلة راوية الحديث ، ومدي تمسكها بدينها.
4) وجوب النفقة للأب والأم الكافرين وإن كان الولد مسلماً .
5) وجوب وضوح الفتوى الشرعية حتى يسهل تناولها وفهم ما فيها .
6) جواز قبول الهدية من الكافر ، وإدخالهم بيوتنا لطالماً أنه لم يعادينا .
7) وجوب مقاطعة الكفار اقتصادياً إذا ما قاتلونا أو أخرجونا من ديارنا .
اختبار
1- عن أم سلمة –رضي الله عنها- قالت: جاءت أم سليم –رضي الله عنها- إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت : يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق، فهل على المرأة من غسل إذا احتملت؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا رأت الماء فغطت أم سلمة يعني وجهها وقالت: يا رسول الله وتحتلم المرأة؟ قال: نعم تربت فيم يشبهها ولدها).
س: ماذا تعرف عن أم سلمة؟ وما معنى (لا يستحي من الحق)؟ وما سر تقديم هذا القول على سؤالها؟ وما معنى (احتملت)، ورأت الماء؟ وماذا تفيد (إذا) في قوله (إذا رأت الماء)؟ ومن قائل: فغطت أم سلمة؟ وعلام عطف (وتحتلم المرآة)؟ وما معنى (تربت يمينك)؟ وما المراد بها؟ وبم استدل الرسول صلى الله عليه وسلم على احتلام المرأة ورؤية الماء؟ وما يستفاد من هذا الحديث؟
2- عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم –رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة: (اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم ، فقال له قائل : ما أكثر ما تستعيذ من المغرم ، فقال : إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ، ووعد فأخلف)
س: ما موضع دعاء الرسول في صلاته؟ وما دليله؟ وما الاستعاذة؟ ولم قيد المسيح بالدجال؟ وما الأقوال في سبب التسمية بالمسيح؟ ولم استعاذ الرسول صلى الله عليه وسلم من فتنة المسيح مع تحقق عدم إدراكه؟ وما المراد بكل من فتنة ، المسيح، المحيا، الممات، والمأثم والمغرم؟ وفي رواية النسائي بيان القائل (ما أكثر..) فمن هو؟ وما تفسير جواب الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وعلى أي سبيل كان دعاء الرسول مع عصمته صلى الله عليه وسلم؟
3- عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا خلص المؤمنون من النار ، حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار، فيتقاصون مظالم كانت بينهم في الدنيا ، حتى إذا نقوا وهذبوا أذن لهم بدخول الجنة ، فو الذي نفس محمد بيده لأحدهم بمسكنه في الجنة أدل بمسكنه كان في الدنيا ) .
س: ما معنى: (إذا خلص المؤمنون من النار)؟ وأين القنطرة التي يحبسون عندها؟ وما معنى يتقاصون؟ وما مفرد (مظالم) وما المظلمة؟ وما المراد بقوله (نقوا وهذبوا)؟ وما معنى: (نفس محمد بيده)؟ وما تفسير (لأحلكم بمسكنه في الجنة أدل بمسكنه كان في الدنيا)؟ ولم كانوا كذلك؟ وما خبر المبتدأ (أحدهم)؟
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب الشروط
الحديث السابع والعشرون
عن أبي هريرة – رضى الله عنه – أن رسول الله قال : إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة
شرح الحديث تفصيلا//
س1ما إعراب (اسماً) ؟
*منصوب على التمييز.
س2 وهل في هذا الحديث نفي غيرها من الأسماء؟
*ليس فيه نفى غيرها.
س3 وما قول ابن العربي في ذلك ؟ ولم خص هذه الأسماء بالذكر؟
*قال ابن العربى/أن لله ألف أسم.قال/وهذا قليل فيها ولو كان البحر مدادا لأسماء ربى لنفد البحر قبل أن تنفد أسماء ربى ولو جئنا بسبعة أبحر مثله مددا.
*والدليل على قول ابن العربى/ما جاء فى الحديث(أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته فى كتابك أو علمته أحد من خلقك أو استأثرت به فى علم الغيب عندك ).
*وخص هذه الأسماء بالذكر/لشهرتها.
س4هل معرفة أسماء الله توفيقية أو توقيفية ؟
معرفة أسماء الله وصفاته : توقيفية وتعلم عن طريق الوحي أو السنة
س5هل لنا أن نطلق ما لم يرد به التوفيق ؟ وما حكم المخطئ في ذلك ؟ وما حكم النقصان من هذه الأسماء ؟
لا يجوز لنا أن نسمي الله بأسماء أو نصفه بصفات لم يرد بها التوفيق، وإن جوز العقل هذه الأسماء وحكم بها القياس .
والمخطئ في ذلك : غير معذور .
والنقصان من أسماء الله الثابتة بالتوفيق : كالزيادة فيها ؛ غير مرضي .
س6لما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " مائة إلا واحدا " بعد قوله : " تسعة وتسعين أسماء" ؟
لما كان الاحتمال في رسم الخط واقعا باشتباه تسعة وتسعين ـ في زلة الكاتب وهفوة القلب ـ بسبعة وسبعين أو سبعة وتسعين أو تسعة وسبعين ، فينشأ الخلاف المسموع من المسطور ؛ أكد بما قال : حسما للمادة إرشادا للاحتياط .
س7روي : " مائة إلا واحداً " ، وروي : " إلا واحدة " بالتأنيث .. فكيف تفسر التأنيث في الثانية مع أن المعدود مذكر ؟
نفسر رواية التأنيث : بالذهاب إلي معني : التسمية أو الصفة أو الكلمة ...
أي : يكون المعدود بمعنى التسمية أو الصفة أو الكلمة ..
فيكون التقدير : مائة إلا (كلمة أو تسمية أو صفة) واحدة ، وعليه فلا إشكال .
س8ما معنى(من أحصاها)؟
*أى من أحصاها/علما وإيمانا أو عدا لها حتى يستوفيها فلا يقتصر على بعضها بل يثنى على الله ويدعو بجميعها أو من عقلها أو أحاط بمعانيها أو حفظها.
س9ما معنى(دخل الجنة)؟ أى دخل الجنة مع السابقين.
س10علام أستدل البخاري بهذا الحديث ؟ وضح ذلك ؟ وبم يرد على البخاري ؟
استدل البخاري بهذا الحديث على : أن " الكلام إنما يتم بآخره ، فإذا كان فيه شرط استثناء عمل به "
وأخذ ذلك من قوله : " مائة إلا واحدا " .
وهو (الاستدلال) في الاستثناء : مُسَلَّمٌ ...
إيضاحه : فلو قال في البيع : بعت من هذه الصرة مائة صاع إلا صاع " صح ، وعمل به ، وكان بائعا تسعة وتسعين صاعا ؛ ولا يؤخذ بأول كلامة ويلغي آخره .
وأما الشروط : فليست صورة الحديث كما قال الوالي ابن العراقي .
يرد على البخاري بـ : أن استنباط ذلك من هذا الحديث فيه نظر ..
لأن : قوله صلى الله عليه وسلم : مائة ألا واحدا " إنما ذكره صلى الله عليه وسلم تأكيدا لما تقدم ، فلم يستفد به فائدة مستأنفه ، حتى يستنبط منه هذا الحكم ، لحصول هذا المقصود بقوله : " تسعة وتسعين اسما " .
ولو سلمنا لك يا بخاري ذلك في الاستثناء ...
فلا نسلمه لك في : الشروط ، فليست صورة الحديث ، كما قاله الوالي ابن العراقي
ما يؤخذ من الحديث
1) صحة استثناء القليل من الكثير ويترتب على ذلك صحة العمل .
2) الحث على الإكثار من ذكر الله تعالى بأسمائه الحسنى .
3) لله تسعة وتسعين اسما ، وهى أخص أسمائه تعالى وأشملها .
4) أسماء الله تعالي وصفاته توقيفية لا تعرف إلا عن طريق الوحي أو السنة النبوية .
5) لا يجوز إطلاق اسم أو صفة عليه تعالي لم يرد بها توقيفاً ، وإن جوزها العقل أو القياس
الزيادة في أسماء الله وصفاته أو النقص ، لا يجوز ، والمخطئ فيه غير معذور
أسئلة الامتحانات
- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا خلص المؤمنون من النار، حُبسوا بقنطرة بين الجنة والنار، فيتقاصون مظالم كانت بينهم في الدنيا. حتى إذا نقوا وهذبوا أذن لهم بدخول الجنة ، فوالذي نفس محمد صلى الله عليه وسلم بيد لأحدهم بمسكنه في الجنة أدل بمسكنه كان في الدنيا).
س: ما مفرد (مظالم)؟ وما معنى (خلص)؟ وأين (القنطرة)؟ وما المراد من (القصاص)؟ وما أنواع (المظالم)؟ وكيف يتقاصون؟ وما إعراب (نقوا)؟ وما معنى (هذبوا – فوالذي نفس محمد بيده)؟ وما إعراب قوله (لأحدهم أدل)؟ وما المراد بقوله (بمسكنه كان في الدنيا)؟ وكيف عرفوا مساكنهم في الجنة؟ وما الذي يستفاد من الحديث؟
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب الجهاد والسير
الحديث الثامن والعشرون
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " بعثت بجوامع الكلم ، ونصرت بالرعب فبينما أنا نائم أوتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت يدي " قال أبو هريرة : وقد ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم تنتثلونها
شرح الحديث تفصيلا//
س1ما نوع الإضافة في قوله : " جوامع الكلم " ؟
*من إضافة الصفة إلى الموصوف أى بالكلم الجامع.
س2ما معني الكلمة الجامعة ؟ وما الذي تشمله الكلمة الجامعة ؟
*الكلمة الجامعة:هى الموجزة لفظا المتسعة معنى،والكلمة الجامعة تشمل القرآن والسنة فقد كان عليه الصلاة والسلام يتكلم بالمعانى الكثيرة فى الألفاظ القليلة.
س3ما معنى(نصرت بالرعب)؟
*أى نصرت على الأعداء بالرعب أى بالخوف مسيرة شهر وفى رواية(شهرا أمامى وشهرا خلفى).
س4ما معنى(أوتيت)؟وما المرا بمفاتيح الأرض؟
*أوتيت/أى أعطيت
*المراد بخزائن الأرض/
1)خزائن كسرى وقيصرونحوهما.
2)أو معادن الأرض التى منها الذهب والفضة .
س5 وما المقصود بقوله " فوضعت في يدي " ؟
1) حمل بعضهم الجملة علي ظاهرها فقال : هي خزائن رزق أجناس العالم ليخرج لهم بقدر ما يطلبون لذواتهم ، فكل ما يظهر من رزق الله تعالي للعالم ، فإن الاسم الإلهي لا يعطيه إلا عن محمد صلى الله عليه وسلم الذي بيده المفاتيح ، فكما اختص الله تعالي نفسه بمفاتيح الغيب ، فلا يعلمها إلا هو أعطي السيد الكريم محمد صلى الله عليه وسلم منزلة الاختصاص بإعطائه الخزائن .
2) وحمل البعض الآخر الجملة على المجاز فقال : هي كناية عن وعد ربه له ، أنه سيعطيها أمته ، وقد تحقق ذلك بالفعل ، ففتح الله لأمته ممالك كثيرة فغنموا أموالها ، واستباحوا خزائن ملوكها .
س6 وما معني " تنتثلونها " ؟ والام يشير قول أبي هريرة " وأنتم تنتثلونها " ؟
*معنى تنتثلونها/ تستخرجونها من مواضعها والضمير يعود على الأموال المستخرجة.
والمراد : أن المسلمين يمتلكون أموال الأرض ، ويخرجونها من باطنها ؛ كالكنوز ، والبترول ، والزروع ، والثمرات ، وسائر الخيرات ، والأرزاق ..
يشير أبى هريرة بقوله إلى أن النبى صلى الله عليه وسلم ذهب ولم ينل منها شيئا.
ما يؤخذ من الحديث
1) فضل النبي صلى الله عليه وسلم علي سائر الأنبياء لاختصاصه بما ذكر .
2) مشروعية تعدد نعم الله اعترافاً بالفضل .
3) فصاحة الرسول صلى الله عليه وسلم وبلاغته حيث أوتي جوامع الكلم .
4)الحديث من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم حيث أخبر بما سيقع وقد وقع وفتح الله لأمته الممالك .
أسئلة الامتحانات
عن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( بعثت بجوامع الكلم ونصرت بالرعب فبينما أنا نائم أوتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدى . قال أبو هريرة رضى الله عنه وقد ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم تنتثلونها) .
س: ما إعراب (بجوامع الكلم)؟ وما الكلمة الجامعة؟ وما صفة كلامه (ص) ؟ وما معنى (الرعب)؟ وما المراد (بخزائن الأرض)؟ وما معنى (تنتثلونها) ؟ وعلام يشير قول أبو هريرة رضى الله عنه في الحديث الشريف ؟
س: ما معنى الإضافة في قوله: (بجوامع الكلم)؟ وما الكلمة الجامعة؟ وما الرعب؟ وما المراد (بخزائن الأرض)؟ وما المقصود من قوله: (فوضعت في يدي)؟ وما قول من حمل ذلك على ظاهرة؟ وبم خص الله سبحانه به نفسه؟ وما الذي أعطاه لرسول صلى الله عليه وسلم؟ وما معنى تنتثلونها؟ وما الذي يستفاد من الحديث؟
**** ***** ****** ****** ********
بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث التاسع والعشرون
كتاب بدء الخلق
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( لما قضي الله الخلق كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش ، إن رحمتي غلبت غضبي)
شرح الحديث تفصيلا//
س1 ما المراد من قوله ( لما قضي الله الخلق)؟
فيها معان ثلاثة :
1/أي : خلقه ..كقوله تعالي : " فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ " [فصلت : 12]
2/أي : أوجد جنسه .
3/قال ابن عرفة : قضاء الشيء إحكامه ، وإمضاؤه ، والفراغ منه .
س2ما معنى (كتب)؟وما المراد من الكتاب؟
*معنى كتب/أمر القلم أن يكتب.
*المراد من الكتاب/اللوح المحفوظ.
س3ما المراد من(فهو عنده)؟وما مكان الكتاب؟
*أى فعلم ذلك عنده والكتاب فوق العرش مكنونا عن سائر الخلائق مرفوعا عن حيز الإدراك.
س4 قوله : " فوق العرش " يوهم المكانية ، فكيف تدفع ذلك ؟
لا عبرة بما يقع في النفوس من تصور المكانية من هذا اللفظ ، تعالي الله عن صفات المحدثات ...
وإنما عبر بذلك لأن : هذا ما يتناسب مع أفهامنا فهو تقريب لنا حتى نستطيع الفهم بالكيفية المباحة لعقولنا وذلك عين البلاغة إذا فيه مراعاة لمقتضى الحال ... والله أعلم .
س5أعرب قوله : إن رحمتى بفتح إن وكسرها ؟
همزة (إن) تكسر وتفتح ولكل توجيه :
1) الكسر : لأن الكلام حكاية لمضمون الكتاب .*
2) والفتح : على البدلية ...*
والمراد بالبدلية هنا : أنه بدل بعض من كل لكلام مقدر ...
فيكون التقدير : كتب في كتاب كلَّ شيء منها : أن رحمته غلبت غضبه
س6ما المراد بالرحمة والغضب ؟
الرحمة : إرادة الثواب و الغضب : إرادة العقاب
هل الصفات توصف بالغلبة أو السبق ؟
لا توصف الصفات بالغلبة أو السبق ، لكن جاء هذا على سبيل الاستعارة ...
ولا يمتنع أن تجعل الرحمة والغضب من صفات الفعل لا الذات ، فالرحمة : هي الثواب والإحسان ، والغضب هو : الانتقام والعقاب ، فتكون الغلبة على بابها ، أي : أن رحمتي أكثر من غضبي .
س2) ما المراد بالاستعارة في قوله : " إن رحمتي غلبت غضبي " ؟
المراد بها : المجاز ، أي أن السبق والغلبة هنا : باعتبار التعلق ...
أي : تعلق الرحمة سابق غالب على تعلق الغضب ؛ لأن الرحمة مقتضى ذاته المقدسة ، وأما الغضب فإنه متوقف على سابقة عمل من العبد حادث ..
س3) ما الذي يدل عليه سبق الرحمة ؟ أو ماذا في سبق الرحمة ؟ أو علام يدل سبق الرحمة ؟ (كله واحد) .
قال التوربشتى : في سبق الرحمة بيان أن قسط الخلق منها أكثر من قسطهم من الغضب ، وأنها تنالهم من غير استحقاق وأما الغضب فلا ينالهم إلا باستحقاق ألا تري أن الرحمة تشمل الإنسان جنيناً ورضيعاً وفطيماً من غير أن يصدر منه شئ من الطاعات ولا يلحقه الغضب إلا بعد أن يصدر عنه من المخالفات ما يستحق به ذلك .
س4ما المراد بالسبق والغلبة؟
المراد بالسبق والغلبة : أن الله أوجب علي نفسه بطريق الوعد أن يرحم خلقه ، قال تعالي : " كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ " ، بخلاف ما يترتب علي الغضب من العقاب فإنه تعالي كريم يتجاوز بفضله
س5 ما الذي يفيده الحديث ؟
يفيد الحديث : تقدم خلق العرش علي القلم وهو مذهب الجمهور ....
ويؤيده : حديث أهل اليمن لرسول الله " جئنا نسألك عن هذا الأمر فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : كان الله ولم يكن شئ غيره وكان عرشه علي الماء " .
س6 ما صفة اللوح كما وردت في الأحاديث ؟
روي الطبراني في صفة اللوح من حديث ابن عباس مرفوعاً: " أن الله خلق لوحاً محفوظاً من درة بيضاء صفحاتها من ياقة حمراء ، قلمه من نور ، وكتابته نور ، لله في كل ستون وثلثمائة لحظة يخلق ويرزق ويميت ويحيي ويعز ويذل ويفعل ما يشاء " .
وفي رواية : " أن طوله ما بين السماء والأرض ، وعرضه ما بين المشرق والمغرب ، وحافتاه الدر والياقوت ورقتاه يا قوته حمراء وقلمه نور وكلامه نور معقود بالعرش وأصله في حجر ملك " .
وقال أنس بن مالك وغيره من السلف : " اللوح المحفوظ في جبهة إسرافيل " .
وقال مقاتل : " هو يمين العرش " ...
ما يؤخذ من الحديث
1) إثبات العرش وأنه مخلوق .
2) إثبات القلم .
3) إثبات اللوح المحفوظ ، وهو المكتوب فيه ما جري به القلم .
4) فتح باب الرجاء في رحمته تعالي .
5) إن الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن أنفسهم يظلمون .
6) إثبات تقدم خلق العرش علي القلم وهو ما ذهب إليه الجمهور .
7)الخلق ينالون رحمة الله من غير استحقاق ، أما الغضب فلا ينالهم إلا باستحقاق
أسئلة الامتحانات
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قضي الله الخلق ، كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش ، إن رحمتي غلبت غضبي " .
س: ما المراد من قوله ( لما قضي الله الخلق)؟ وما المراد من (الكتاب) ؟ وما المراد بالرحمة ؟ والغضب ؟ وما الذي يدل عليه سبق الرحمة؟ وما الذي يؤخذ من الحديث الشريف ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث الثلاثون
عن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا من خلق كذا ؟ حتى يقول : من خلق ربك ؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته
شرح الحديث تفصيلا//
س1ما المراد بالشيطان وعلام يعود الضمير في قوله " بلغه " ؟
المراد : إبليس أو أحد أعوانه .
أي : بلغ قوله : من خلق ربك
فالضمير في بلغه : يعود إلى مضمون السؤال الذي ورد في قوله : من خلق ربك ؟
س2لماذا يأت الشيطان للإنسان؟ لكى يوسوس له فى صدره.
س3ما معني فليستعذ بالله ؟ وكيف يستعيذ الإنسان بالله من الشيطان ؟ وما دليل ذلك ؟
*معنى فليستعذ بالله/ من وسوسته بأن يقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، قال تعالي " وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم ٌ" (الأعراف:200) . س4ما معني " ولينته " ؟
*أي : عن الاسترسال معه في ذلك ، وليبادر إلي قطعه بالإعراض عنه ، فإنه تندفع الوسوسة عنه.
*لأن : الأمر الطارئ بغير أصل يندفع بغير نظر في دليل ، لأنه لا أصل له ينظر فيه .
س5 ما إعراب الفاء في " فليستعذ " ؟ وما نوع الأمر في " فليستعذ ، ولينته " ؟
الفاء في فليستعذ : واقعة في جواب الشرط " إذا " .
والأمر في " فليستعذ " ، لينته " : محمول علي الوجوب حيث لا صارف عن ذلك .
س6 ماذا قال الخطابي : في دفع وسوسة الشيطان ؟
قال الخطابي في ذلك :
لو أذن صلى الله عليه وسلم في محاجته لكان الجواب سهلاً علي كل موحد ، ولكان الجواب مأخوذاً من مضمون كلامه ...
فإن أول كلامه يناقض آخره ، لأن جميع المخلوقات من : ملك وإنس وجن وحيوان وجماد .. داخل تحت اسم الخلق ...
ولو فتح هذا الباب الذي ذكره الشيطان عند السؤال للزم منه أن يقول : ومن خلق ذلك الشيء ويمتد القول إلي مالا يتناهى ، لأن مخلوقات الله غير متناهية ...
والقول بما لا يتناهى فاسد ... فسقط السؤال من أصله ...
أي أنه لا يستطيع أن ينتهي من السؤال عن المخلوقات ، فكيف يصل بالسؤال إلي الخالق قبل أن ينتهي من السؤال عن المخلوق؟ !!!
ما يؤخذ من الحديث
1) ذم السؤال عما لا يعني المرء وعما هو مستغن عنه .
2) الحديث دليل علي نبوته صلى الله عليه وسلم حيث أنه أخبر عن شئ سيقع ، فوقع كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم .
3) الشيطان يجري من ابن آدم مجري الدم في العروق ، ويحاول بكل ما أمكنه أن يفسد علي الإنسان دينه .
4) يجب علي المؤمن أن ينأى بنفسه عن الجدال الذي قد يشككه في عقيدته
االنبي صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين رؤوف رحيم ، حيث يحذرهم من الشيطان وأشراكه خوفاً عليهم وجوب أخذ الاحتياط من العدو الخفي كالعدو الظاهر مثلاً بمثل .
******************************************************